بيان عيد العمال

Write by:

بيان الى الشعب الفلسطيني في عيد العمال العالمي

يغتنم تيار فلسطين الحرة الديمقراطية فرصة الأول من أيار، عيد العمال العالمي، لإيفاد رسائل تفوح بالتهنئة، وبأقصى درجات الحب والفخر والاحساس بالعرفان، لكل عامل وعاملة في كل مخيمات وقرى ومدن فلسطين والشتات.

لقد بذل العامل الفلسطيني من دمه، وضحى وجهد وتعب في سبيل الدفاع عن قضيته الوطنية. من لا يعرف كم سخر من حياته وعرق جبينه وقوت عائلته من اجل الصمود في وجه كل المحاولات والمؤامرات، التي استهدفت تصفية قضية شعبنا الوطنية؟ ومن لا يعترف بمقدار ما تحمله العامل والعاملة الفلسطينية من مآسي الفقر والعوز والحرمان على مر سنين الكفاح الوطني حتى حقبة أوسلو اللعينة، التي ضاعفت من الاستبداد الوطني والاجتماعي عليهم، دون ان تلين لهم ارادة او تنكسر لهم شوكة؟

يأتي عيد العمال العالمي هذا ضمن ظروف صعبة مركبة يعيشها العاملون والعاملات الفلسطينيين. فهم يجابهون خطرين ماثلين امامهم، خطر وباء كورونا وخطر توسع وباء نظام الابارتهايد الاحلالي الصهيوني من جانب، وانفضاح حالة الشلل والترهل والتشرذم التي يعيشها اليسار الفلسطيني المنظم، الذي كان مفترضا ان يكون في طليعة من يقود ويخوض معركة الدفاع عن حقوق ومصالح العاملين والعاملات، وجميع الفئات والشرائح الكادحة والفقيرة من جانب اخر. فقد كان على القوى اليسارية ان تتصدر مهمة حماية العمال والعاملات وعائلاتهم من خطر انتقال الوباء من داخل الكيان الصهيوني الى بيوتهم ومناطقهم، وان يكونوا في مقدمة المدافعين عما يتعرضون له من ظلم واستغلال طبقي على أيدي راس المال الفلسطيني العميل المرتبط بالمشروع الصهيوني.

من اعراض مرض اليسار كثرة المبادرات التي اخذها لتجميع صفوفه منذ توقيع اتفاقيات أوسلو الكارثية والتي فشلت كلها. لم يدرك هذا اليسار انه لكي ينجح، لا بد له ان يتبنى برنامجا سياسيا اجتماعيا نضاليا يستجيب لقوانين وشروط الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني، ويستجيب ايضا للضرورة الوطنية والقومية والأممية، وينسجم مع سيرورة واتجاه التطور التاريخي. بحيث يشكل هذا البرنامج بديلا ثوريا ديمقراطيا عن اليمين السلطوي ونهجه السياسي الذي ارتبط بالمشروع الصهيوني ارتباطا لا رجعة فيه.  ويهدف هذا البرنامج ميدانيا الى استنهاض الطبقات والفئات والشرائح المتضررة، وخاصة العاملين والكادحين، لهزيمة وتفكيك نظام الابارتهايد وانشاء دولة ديمقراطية على كل فلسطين التاريخية، بعقد اجتماعي يكفل حق العود ة كاملا غير منقوص او مشروط، ويتضمن الحقوق السياسية والمدنية والحقوقية والإنسانية لجميع المواطنين بغض النظر عن الدين او العقيدة او الفكر او الجنس.

صدرت في الآونة الأخيرة بيانات تشير الى ما تتعرض له الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كبرى القوى اليسارية الفلسطينية المنظمة، من ضغوط من قبل القوى السلطوية اليمينية المتنفذة للسيطرة التامة على مواقفها السياسية، كحجب حصتها المالية من الصندوق القومي الفلسطيني، التي هي بالأساس أموال الشعب الفلسطيني. ان هذا هو نتاج طبيعي وضريبة حتمية تدفعها الجبهة للرضوخ بالعيش من فتات أوسلو، والتقاعس عن القيام بالدور الذي اخذته على عاتقها كمشروع بديل لليمين المتسلط. نحن في تيار فلسطين الحرة الديمقراطية نشجع الجبهة على اخذ هذه الخطوة، وان كانت متأخرة، بالتحرر من سلطة وهيمنة اليمين، والرجوع الى ينابيعها الاصيلة بتحرير كامل التراب الفلسطيني وإقامة الدولة الديمقراطية الواحدة.

في عيد العمال هذا، نمتلئ املا بان تتحلا الجبهة الشعبية بشجاعة اليسار الحقيقي، وتعلن موقفاً واضحاً شجاعا من مشروع السلطة، ومشاريع التطبيع، وان تمارس نقداً ذاتيًا علنيا لمواقفها وأخطائها ومراجعة خطواتها السياسية. ويعزونا الامل بأن تقوم الجبهة بتعزيز الديموقراطية في اطرها، وان تتيح للشباب من كوادرها التقدم الى الصفوف القيادية، وان تعتبر حق العودة جوهر الصراع وعقدته الاساسية، وان تتصدى للتعاون والتنسيق الأمني مع العدوّ الصهيوني بشكل فعال.

والا فكيف تصدقها الجماهير الشعبية الفلسطينية حين تطالب القوى السلطوية اليمينية بمراجعة برامجها ومواقفها ولا تفعل هي ذلك؟ وكيف يصدقها الشعب وهي تدعو الى الوحدة الوطنية دون توضيح لقواعد وبرامج وشروط هذه الوحدة؟ كيف سيصدقها العاملون والعاملات وجميع الفقراء والمضطهدين وهي عاجزة عن توحيد اليسار في بوتقتها؟  وكيف تصدقها الناس وهي لا تزال تتمسك بوهم الدولتين الذي يتيح لنظام الابارتهايد الاستمرار والانتعاش خاصة ضد شعبنا في مناطق ٤٨؟

وكلنا امل بأن اليسار الفلسطيني سيجدد نفسه، وسيدفع بكوادره وطليعته للعمل عل فتح آفاق جديدة للتحرر، وعلى العمل في المخيمات وعلى امتداد الوطن والشتات، وان لا يبقى حبيس المكاتب ورهينة مخصصات اليمين السلطوي ومؤسسات الانجزة الممولة غربيا. ان مهمة اليسار الديمقراطي الثوري لا بد الا ان ترتكز على محورين ثابتين. اولهما مقاومة العدو الصهيوني، وثانيهما هزيمة اليمين السلطوي. هناك علاقة جدلية بين مناهضة الاحتلال وإقصاء طبقة اوسلو ونهج الاستسلام، فلكل دوره في مشروع تصفية القضية الوطنية.

نحن في تيار فلسطين الحرة الديمقراطية نؤمن ان هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال العمل والنضال، وبانتهاج النقد والنقد الذاتي، ونبذ ما ثبت عُقمه وفَشله. ونستغل هذا العيد العمالي العالمي بالدعوة الى تحقيق المساواة الكاملة في الاجور بين العمال والعاملات، ومحاربة السياسيات التمييزية والانتهاكات المشينة التي تتعرض لها المرأة العاملة الفلسطينية، والى تبني سياسة الحد الأدنى للأجور، والى رفع الظلم عن العاملين والعاملات وتحريرهم من ظروف وبيئة وشروط العمل التي هي أقرب الى السخرة والعبودية.

عاش الأول من ايار رمزا لنضال عمال فلسطين البواسل من اجل حقوقهم العادلة

المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة الفلسطينية ولكافة شهداء شعبنا وشهداء حركة التحرر العربية، ولشهداء النضال من اجل العدل والسلام العالمي

 2020 تيار فلسطين الحرة الديمقراطية  الأول من أيار


Recommended Posts